: زكريات مع الام سارة‏

ما ان تضع صورتها نصب عينيك ما ان تسمع صوتها فى داخل عقلك سوف تجد شريطا من الزكريات الطويلة الذى يمر ببطى بكامل تفاصيله امامك
هذا ما حدث لى حينما سمعت خبر نياحتها عقب دخولى من باب المنزل وما ان ادركت الموقف الا ووجدت هذا الشريط يعرض نفسه امام عينى ويزكرنى باجمل واسعد لحظات قضيتها فى عمرى مع تلك القديسة

لا استطيع تخيل انى سوف اذهب للدير ولا اسلم عليها او اقبل يدها والتى طالما امتدت امامى بكل الحب والخير والعطاء وكيف لا اجلس بجوارها ونتدارك احوال الدنيا واحوالى الشخصية واحوال صحتها الغالية
من يجلس بجوارها يرى العجب وذلك لمسته مع كثير من اصدقائى فى الخدمة فلا تمر دقيقة ونحن بجوارها حتى نسمع شئ او نرى شئ اخر لا تسنح الفرصة اغيرنا ان يروه ويحسوه

فكانت تحكى لنا عن كثير من المواقف والحوادث التى حدثت لها او للدير وما ان نلح
عليها فى طلب معلومة الا وتفتح خزانتها الشخصية المملؤة بالعجائب والاسرار وتعطينا ما نريد
هذا فضلا على ما نسمعه من احباءها وروادها الذين كانوا يتهافتون لاخذ بركاتها والدعاء لهم
وكيف لا وعواتها البسيطة تخرج من فاها الى ان تصل فى سرعة البرق الى عنان السماء تحت قدمى حبيبها يسوع ومن منا لم يجد عثرة فى طريقة او تجربة الا وتنحل بمجرد دعاء او صلاة

اما عن مزمورها المفضل فى الصلاة فهو " اللهم التفت الى معونتى" كان هو
مزمورها الوحيد الذى تعتمد عليه فى الصلاة للاخرين وما اجمل احساس الراحة التى تنعم بها عليك حينما تتلو المزمور وهى تضع يدها على راسك
وحينما تفرغ من صلاتها كنا نتجازب معها بعض الطرائف والنكت حتى نسمع ضحكتها التى تمنح قلوبنا السعادة الوفيرة
وما ان تجلس فى صمتها حتى نعلم انه حان وقتنا لكى نتركها تتمتع بخلوتها مع حبيبها

ولا انسى ما كانت تمن به علينا من خيرات وهدايا وتعاملنا كاخصائها الغاليين واشهد بان كرمها ليس له مثيل فيما عرفت كما اشهد ان كل من خدم فى الدير كان يرى ذلك بل ولن اغالى حينما اقول ان خيرها متمثل فى كل شخص فينا وكما نقول نحن المصريون " لحم كتفافنا من خيرها" وهذا بشهادة الجميع
اما من جهة تعاملها معنا فكانت بمثابة امنا فعلا حتى ما ان كنا نريد ان نرسل لها مع احدنا السلام حتى نقول له " ابقى سلملى على امى وخليها تصليلى" ايضا ما ان يجد احدنا الاخر فى مشكلة ينصحه قائلا" تعالى احكى لامك وهى هتحلهالك " وبالفعل ما ان تبدا لتقص عليها المشكلة التى ارقت تفكيرك وحيرت عقلك فاذ بها تطمئنك وتحلها لك فى جملة او اثنين على الاكثر

وما عجبت له حقا انى رايت بنفسى شيوخ طاعنين فى السن واباء كهنة بل واساقفة كانوا يستشيرونها فى بعض الامور اكانت حقا احكم منهم جميعا؟
هذا ما عرفته بالطبع والدليل ان نفس الاشخاص كانوا يكررون الزيارة لاطلاعها على نجاح المشورة ورجاحة الراى

وكل هذا لا يمثل شئ بجانب ما رايناه ولمسناه بايدينا من غرائب ومعجزات حدثت
من خلال صلاتها وما هذه العلاقة العجيبة التى تربط انسانة على الارض بعالم السموات والغير مرئيين وما اكثر من ظهورات حبيبها الغالى الانبا بضابا والتى كانت تقصها لى كل الراهبات الموجودة بالدير بل واحيانا كانت تقص عليا بنفسها بعض هذه القصص وحينما كان يطلب منى الزوار بعد الشرح ان اقول لهم بعض من عجائبها ومعجزاتها كانت تنتظرنى حينما انهى الشرح واخرج لاجلس معها حتى توبخنى وتنهانى عن ذلك ولكن بحنوها المنقطع النظير

وتعجبت حقا حينما لمست فيها قوة زاكرتها فى تجسيم تفاصيل الحدث ببراعة شديدة بل وكانت تصحح لى مرارا وتكرارا احد المعلومات الخاطئة لى اثناء شرحى للدير او لسيرة القديس مما اثار حفيظتى لان اعرف السر الكامن وراء ذلك فما اجده الا معايشتها للاحداث بكل تفاصيلها هى التى طبعت وحفرت تلك الاحداث فى زاكرتها بحيث لا يقدر ان يخفيها الزمن

وايضا انا سوف لا اقدر ان انسى ثانية من احداث هذا الشريط الذى حفرت احداثه
فى زاكرتى
ما لبث ان مر الشريط بسرعة وتنبهت على كلمات والدتى وهى تعزينى " البقية فى حياتك يا بولا" حقا البقية فى حياتى؟ هكذا دون سابق انذار ؟ هل فعلا سوف اذهب ولا اراها؟ لا اسلم عليها؟ كيف؟؟؟؟؟؟؟
لا اعلم ماذا سيحدث ولكنى اعلم شئ واحد انى مثلما كنت فى خدمتها وهى امام عينى سوف اكون ايضا فى خدمتها وهى بعيدة عن نظرى حيث مكانها واحد لا يتغير
عمق قلبى

شكرا علي هذا الموضوع

بس من هي الام ساره ياريت تكتبي ولو نبزه صغيره عن حيات الام ساره لاني اول اسمع عنها

حلو منيك الاحاسيس الحلوة الرقيقه دى وربنا يبارك حياتيك .

» من معجزات الام سارة
» أيتها الام العذراء..