الانبا برسوم العريان

ولد هذا القديس من أبوين تقيين سنه 1257 وكان ابوه يدعى الوجيه كاتب شجره الدر وكاتم اسرارها .وكان محبا للغرباء سالكا فى طريق التقوى المسيحيه بكل تواضع وكان غنيا جدا وكانت زوجته تقيه تربت على حب الفضيله وقد طلبا من الله كى يعطيهما أبنا يفرحا به ,فاستجاب الله طلبهما ورزقهما هذا القديس المبارك فربياه بكل صلاح وتقوى وعلماه الكتب المقدسه , فنشأ بكل كمال ,وكان يدرس الكتاب المقدس بكل عنايه .ولما توفى والده بشيخوخه صالحه وبعده بعام توفت والدته, فطمع خاله فى الميراث اما برسوم فلم يدخل مع خاله فى خصومه , متذكرا قول الحكيم سليمان باطل الاباطيل الكل وقبض الريح ولا منفعه تحت الشمس سفرالجامعه 2:1 خرج برسوم وحيدا وعاش فى أحد المغاير خارج مدينه الفسطاط , وظل هكذا خمس سنوات يحتمل حر الصيف وبرد الشتاء القارس , وكان يحيا حياه نسكيه جاده مع صلوات ومطانيات بلا انقطاع , يرتدى منطقه من جلد الماعز على حقويه و لذا دعى بالعريان . أرشده الله الى كنيسه الشهيد أبو سيفين بمصر القديمه , اذ كان بها مغاره بجوار الباب البحرى , لاتزال الى يومنا هذا , وكان بها ثعبان ضخم , وبسببه امتنع الناس من النزول اليها . حاول القديس ان ينزل المغاره فمنعه خدام الكنيسه مظهرين خوفهم عليه , أما هو بايمان بسط يديه نحو السماء وصلى قائلا : يا ربى يسوع المسيح ابن الله الحى , أنت الذى أعطيتنا السلطان ان ندوس على الحيات و العقارب وكل قوه العدو .انت الذى وهبت الشفاء لشعب اسرائيل الذين لدغتهم الحيات عندما نظروا الى الحيه النحاسيه , الان أنظر اليك يا من تعلقت على الصليب لكى تعطينى قوه استطيع بها مقاومه هذا الوحش : واذ قال هذا رشم نفسه بعلامه الصليب وتقدم نحو الثعبان , وهو يقول المزمور 17 : تطا الحيات والافعى , وتدوس الاسد والتنين : فسمع الله لصلاه القديس ونزع من الثعبان طابعه المتوحش , وصار مرافقا له فى المغاره حوالى عشرين سنه . وفى هذا الوقت فاحت رائحه المسيح الذكيه من القديس وذاع صيته و فضائله فأتت اليه الجموع من كل مدينه وقريه تطلب بركه صلواته . وفى أيام هذا القديس اجتازت الكنيسه ضيقه شديده فى أواخر عصر السلطان خليل بن قلاوون , اذ أغلقت الكنائس فى كل القطر المصرى ماعدا الاسكندريه ,وصدر الامر بلبس العماءم الزرقاء. أما القديس برسوم فكان مستمرا على صلواته فى الكنيسه , رافضا لبس العمامه الزرقاء .ووصل الكلام للوالى فأمر بجلده و حبسه ثم اطلقه فسكن على سطح الكنيسه يقدم صلوات و مطانيات بدموع لكى يرفع الله غضبه عن شعبه و يغفر لهم خطاياهم ويحنن قلوب المتولين عليهم . وقد وشى بعضهم الى الوالى ضده فتعرض للضرب بالسياط والحبس ثم افرج عنه ,فذهب الى دير شهران بجهه معصره حلوان ,وهناك عاش فى حياه نسكيه شديده ,وكانت نعمه الله تسنده ,ووهبه الله موهبه صنع الجائب وكان كثير من المتضايقيين يأتون اليه ليجدوا فيه راحه الهيه , وبصلاته رفع الله الضيق عن الاقباط .أخيرا تنيح فى شيخوخه صالحه ودفن بديره الذى صار على اسمه للان فى مثل هذا اليوم سنه 1033 م بركه صلاة أبينا القديس الانبا برسوم العريان تكون معنا أحبائى . أمين

ممتاز ياايمن وربنا يعوض تعب محبتك