الابراج : عدد المساهمات : 53 نقاط نشاط العضو : 3659 تاريخ التسجيل : 30/04/2015 العمر : 66
موضوع: تفسير انجيل يوحنا 1 / 14 الشماس سمير كاكوز الإثنين يونيو 15, 2015 10:28 pm
تفسير انجيل يوحنا الاصحاح 1 / 14
الكلمة صار بشرا فسكن بيننا فراينا مجده مجدا من لدن الاب لابن وحيد ملؤه النعمة والحق . يوحنا 1 / 14 الكلمة صار بشرا وسكن بيننا في هذه الكلمات القصيرة معنى بشرا او بمعنى اخر ساركس عند يوحنا تدل الانسان الموسوم الضعيف المؤدي في اخر المطاف الى الموت ولكن تجسد الكلمة اي الله سجل نقطة تحول في تاريخ المسيحية في الواقع هو حدث مهم في تاريخ الخلاص البشري من الخطيئة وبمعنى اخر ان الكلمة المسيح سكن وعاش بيننا وتالم وعاش حياة طبيعية ملؤها القداسة وبدون اي خطيئة وبحضور الكلمة التي كانت عند الله هو تلميح الى تجلي الالهي والى حضوره في الهيكل وتجلي مجد الله فيه اي الهيكل كما ورد في سفر الخروج الاصحاح 40 والاية 34 و 35 عندما حل الرب على المسكن اي خيمة الاجتماع ولم يتمكن النبي موسى ان يدخل خيمة الموعد او الاجتماع بسبب ان مجد الرب قد ملا المسكن وكذلك الكهنة لم يتمكنوا من دخول بيت الرب لان الغمام قد ملا البيت ولم يستطيعوا ان يكملوا شعائر الخدمة الدينية والغمام موجود في الخيمة بمعنى الظاهرة المحسوسة او علامة حضور الله في الهيكل وهناك ايات اخرى فسكن بيننا اي المسيح الكلمة في سفر اشعيا الاصحاح 6 والاية 1 والى 4 عندما دعا الرب اشعيا في الهيكل فراى النبي اشعيا ان الرب جالس على عرش عال رفيع واذياله تملا الهيكل اي غرفة تقادم قدس الاقداس راجع سفر الملوك الاول الاصحاح 6 والاية 1 والى 38 ومن فوقه اي فوق الرب سرافون قائمون وهذه السرافون هي صور بشرية لها ستة اجنحة والمذكورة في سفر حزقيال الاصحاح 1 والتي تحمل مركبة الرب وفي اصحاح اخر من سفر حزقيال 10 يسميها الكروبين وهذه السرافون لا تشبه وتختلف عن الكائنات المجنحة وعن الحيات النارية الوارد ذكرها في سفر العدد 21 / 6 وراجع ايضا تثنية الاشتراع 8 / 15 عندما ارسل الرب على شعب بني اسرائيل الحيات اللادغة اي الحية النحاسية او السرافون ليسوا مثل التنانين الطيارة كما ورد في سفر اشعيا الاصحاح 14 / 29 و 30 / 6 وشاهد في هيكل الرب ستة اجنحة لكل واحد باثنين يستر وجهه وباثنين يستر رجليه اي ان اشعيا لايمكن ان يرى الرب وعليه خطى وجهه بمنديل وكان ينادي قدوس قدوس قدوس رب القوات بمعنى ان الانسان الذي يريد ان يرى الرب او ان يعيش معه ما عليه الا الابتعاد عن كل ما هو غير مقدس وغير مرضي عند الله والابتعاد ايضا عن كل خطيئة ومشاركة الله في قداسته وبره من كل هذه نفهم ان الله او الكلمة حضر وسكن بيننا وصار مثلنا ما عدا الخطيئة وراينا مجده بمعنى ان الله يكشف للناس بهائه ومجده من خلال الغمام وتارة اخرى يكشف لنا الله مجده من خلال معجزات وقدرات الله عندما ظهر مجد يسوع من عمل اولى المعجزات في عرس قانا الجليل فامن به تلاميذه والتي ذكرت في انجيل يوحنا الاصحاح 2 هذه هو يسوع الكلمة ولد وعاش بيننا ومات وفي اليوم الثالث قام من بين الاموات وراينا مجده ايضا عندما قال له المجد الحق الحق اقول لكم ان حبة الحنطة التي تقع في الارض ان لم تمت تبقى وحدها واذا مات اخرجت ثمرا كثيرا بمعنى ان المسيح له المجد سوف يسلم الى اليهود ويصلب ويموت وفي اليوم الثالث يقوم وليجمع بين اليهود واليونانيين والوثنيين في جماعة المسيح الواحدة وراينا مجده هذا المجد الذي يشرك فيه تلاميذه ذلك المجد الذي حدده الاب الله ليكون نهاية حياة يسوع على الارض وكما ورد عن راينا مجده في انجيل يوحنا الاصحاح 12 / 28 عندما قال يسوع يا ابت مجد اسمك فانطلق صوت من السماء يقول قد مجدته وسامجده ايضا اي ان الله اكتمل عمل محبته للبشر من خلال موت ابنه وقيامته من بين الاموات وهذا المجد من لدن الاب لابن وحيد ملؤه النعمة والحق كل هذا تمكن الابن في الاشتراك بلا قيد في النعمة والحق مع الاب الله وهذا المجد الذي كان يتمتع الابن به قبل انشاء العالم ومنذ البدء لدى الاب هذا المجد تجلى طوال حياة يسوع الكلمة على الارض وسطع بهائه من القيامة والتمجيد وجعل يسوع ان يكتشف اسم الاب بكل معنى الكلمة فولادة المسيح الذي صار بشرا الذي لم يكن يوما مجزء انسان و اله بل هو الها كاملا وانسانا كاملا فيسوع الكلمة هو اله و انسان كاملان فالمسيح يسوع عندما صار بشرا وراينا مجده وسكن بيننا صار لنا المعلم الكامل والمثال الكامل والقدوة لنا جميعا ومن خلال تعاليمه وافكاره يرينا كيف نحيا ويعطينا القوة ان نحيا بنفس طريقته التي كان يحيا هو ايضا وهو النموذج والذبيحة الكاملة فيسوع صار بشرا فسكن بيننا فراينا مجده وبمعنى اخر ان مجيء المسيح سدد كل مطاليب الله من اجل البشرية جمعاء لمحو الخطيئة ولو لم يكن تجسد الله لما لنا خلاص ولن تمحو خطايانا فنشكر الله في المسيح يسوع ربنا انه ارسل ابنه الى العالم لا ليدين العالم بل ليخلص به العالم لان من امن به وانه يؤمن انه ولد من مريم العذراء بقوة الروح القدس وانه عاش ومات وقام من بين الاموات ينال الخلاص وفي النهاية نقول كل من يعمل السيئات يبغض النور فلا يقبل الى النور لئلا تفتضح اعماله واما الذي يعمل للحق فيقبل الى النور لتظهر اعماله وقد صنعت في الله امين وكما قال له المجد انا نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام امين والمجد لله امين