اللواء أ . ح . مهندس باقي زكي يوسف .. صاحب فكرة فتح الثغرات في الساتر الترابي عمل ضابطا مهندسا في القوات المسلحة خلال الفترة من عام 1954 وحتى 1 ـ 7 ـ 1984 ، منها خمس سنوات برتبة اللواء ، وصاحب فكرة فتح الثغرات في الساتر الترابي باستخدام تجريف المياه في حرب أكتوبر 1973 م .
يقول في حديث الذكريات : جهز العدو الإسرائيلي الساتر الترابي ليشكل حائطا مانعا على طول إمتداد الضفة الشرقية للقناة مباشرة ، وأصبح يشكل مانعا كبيرا آخر يقف من وراء مانع القناة المائي وذلك بغرض فصل سيناء والضفة الشرقية للقناة تماما عن مصر وأيضا لردع أي أمل لمصر في إستعادتها وتحرير الأرض .
ويستطرد قائلا : أثناء إجتماع قيادة الفرقة 19 مشاة المخصص لدراسة مشاكل العبور بعد أن صدرت لها التعليمات بالإستعداد لعبور القناة وإقتحام خط بارليف وكنت أحد أفراد قيادة الفرقة ، شعرت بأهمية طرح فكرة إستخدام مياه القناة في تجريف رمال الساتر الترابي لفتح الثغرات فيه كبديل حيوي يجب دراسته جنبا إلى جنب مع باقي البدائل المطروحة خصوصا مع كونه أكثر ملائمة لطبيعة مسرح عمليات القوات .
* توجهات الرئيس جمال عبد الناصر :
إهتم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالفكرة بعد عرضها عليه في الإجتماع ، وأمر بتجربتها واستخدامها في حالة نجاحها ، وعليه فقد قامت إدارة المهندسين بالعديد من التجارب العملية والميدانية على الفكرة زادت على 300 تجربة إعتبارا من سبتمبر عام 1969 ، وتم على ضوء النتائج المرصودة إقرار إستخدام فكرة تجريف الرمال بالمياه المضغوطة كأسلوب عملي لفتح الثغرات في الساتر الترابي شرق القناة في عمليات العبور المنتظرة .
* نتائج تنفيذ الفكرة في ملحمة العبور عام 1973 :
لاقت الفكرة من بدء ظهورها وخلال مسار عرضها وتجربتها وثبوت صلاحية إستخدامها ، كل إهتمام وتأييد ، لأنها وضعت في أيدي قادة أمناء ، إهتموا بها وتكتموا إجراءاتها ، حتى تم التنفيذ الرائع لها في ملحمة العبور عام 73 بصورة أذهلت العالم .
* تكريمه :
تم منحه نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى عن أعمال قتال إستثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة في مواجهة العدو بميدان القتال في حرب أكتوبر 73 ، تسلمه من يد الرئيس الراحل أنور السادات في فبراير 1974 ، وأيضا وسام الجمهورية من الطبقة الثانية تسلمه من يد الرئيس حسني مبارك بمناسبة الإحالة إلى التقاعد عام 1984 من القوات المسلحة .