كيف تنتصر على الفكر الردئ 1-لا تخف من الأفكار ، ولا تفترض هزيمتك أمامها . بل قل مع الرسول :" أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني " ( في4 : 13 ) .واصمد في قتال الأفكار متذكراً تلك العبارة الجميلة : " مستأسرين كل فكر لطاعة
المسيح "
(2كو10 : 5 )
2- درب نفسك على أن تتولى قيادة أفكارك . ولا تجعل الأفكار تقودك .
– أملأ فكرك باستمرار بشيء روحي ... حتى إذا أتاه الشيطان بفكر رديء، لا يجد الذهن متفرغاً له . اشغل نفسك ... فهذا علاج وقائي .إذن لا تترك عقلك في فراغ ، خوفاً من أن يحتله الشيطان ويغرس فيه ما يريد .
ولهذا فإن القراءة الروحية مفيدة جداً .. ليس فقط في شغل الذهن ومنع الأفكار الرديئة عنه
، وإنما أيضاً لها فائدة إيجابية ، لأنها تعطي الفكر مادة روحية للتأمل ، وتعطي
القلب مشاعر محبة لله قوياً في طرد الأفكار المضادة ...
4- كن متيقظاً باستمرار ، ساهراً على نقاوة قلبك، فلا يسرقك الفكر الخاطئ دون أن تحس .واطردالأفكار من بادئ الأمر حينما تكون ضعيفة ، وأنت لا تزال قوياً ...
لإنك إن تركن الأفكار الخاطئة باقية فترة في ذهنك ، لا تلبث أن تثبت أقدمها وتقوي عليك
. وكلما اسمر واستقرت في داخلك ، تضعف أنت ولا تستطيع مقاومتها وتسقط . لذلك كن
متيقظاً وسريعاً في طرد الأفكار . وتذكر قول المرتل في المزمور :
"يا بنت بابل الشقية طوبي لمن يمسك أطفالك ويدفنهم عند الصخرة " ( مز137 ) .
هو
يخاطب بابل أرض السبي ، التي تسبي إليها قلبه . فيقول طوبي لمن يمسك أطفالك ، أي
الخطايا وهي صغيرة ، وهي في مبدئها ، قبل أن تتطور ، ويدفنها عند الصخرة . "
والصخرة كانت المسيح " ( 1كو10 : 4 ) .
5 ـ اهتم بالفضيلة الروحية التي يسمونها "استحياء الفكر " .أقصد
بهذا أنه عندما يكون فكرك ملتصقاً بالله ، بالصلاة ، بالتأمل ، بعبارات الحب ،
بالتسبيح وبالترتيل . حينئذ يستحي الفكر ـ وهو ملتصق بالله .. ومن أن تشغله أفكار
الخطية ، فيرفضها ، وهذا علاج روحي ..من هنا كان إنشغال الفكر بالله علاجاً
وقائياً من الأفكار الخاطئة . إذ يستحي من التاقه السابق بالرب .
6ـ ومنالناحية المضادة ، ابتعد عن العثرات التي تجلب لك أفكاراً خاطئةابتعد
عن كل لقاء ضار ، وعن كل صادقة أو معاشرة خاطئة . ابتعد عن القراءات التي تجلب
أفكاراً مدنسة أو على الأقل تتهيك عن الفكر الروحي . ابتعد عما يشبه هذا من
السامعات والمناظر والأحاديث وكل مسببات الفكر البطال .
7- وما دامت الحواس هي أبواب الفكر ، فلتكن حواسك نقيه ، لتجلب لك أفكاراً نقيه .إن تراخيت مع الحواس ، فإنك بذلك إنما تحارب نفسك بنفسك ، فاحترس إذن ولتكن حواسك معك
وليست ضدك . ومن هنا كان التأمل في صور القديسين ، وسماع أخبارهم ، وسماع الألحان
والقداسات ، وجو الكنيسة من بخور وأنوار وأيقونات وطقوس روحية ، كل ذلك يجلب للقلب
أفكاراً روحانية .
8 ـ أحترس من الأفكار المتوسطة ، التي ليست هي خيراً ولا شراً .لأنها كثيراً ما تكون تمهيداً لأفكار خاطئة . فالذي لا يضبط فكره ، وإنما يتركه شارداً
هنا وهناك ، قد يرسو على موضوع خاطئ ويستقر فيه ... فمن الناحية الإيجابية اربط فكرك
بمحبة الله ، أو بأي موضوع نافع ، أو حتى بعملك ودراساتك وخدمتك ومسئولياتك ، لكي
لا يسرح في أمور عديمة الفائدة .
9 ـ إذا أتعبك الفكر ولم تستطيع أن تنتصر عليه ، اهرب منه بالحديث مع الناس .حتى إن كنت في وحدة أو خلوة ، اترك وحدتك وخلوتك واختلط بغيرك . لأن حديثك مع الناس
يطرد الفكر الخاطئ منك ، إذ لا يستطيع عقلك أن ينشغل بموضوع الفكر وبالأحاديث في
نفس الوقت . واعرف أن الوحدة بمعناها الروحي هي اختلاء مع الله . فإن تحولت إلى
اختلاء مع الأفكار الشريرة ، فالخلطة أفضل منها طبعاً ...
10 – استعن على طرد الفكر بالصلاة .والأب الكاهن يقول للرب في القداس الإلهي : " كل فكر لا يرضي صلاحك ، فليبتعد عنا" .
وهناك قاعدة روحية أحب أن أقولها لك في محاربة الأفكار وهي :
11– الهروب من الأفكار خير من محاربتها . لأن الفكر الشرير الذي ينشغل به عقلك :
حتى لو انتصرت عليه ، يكون قد لوثك في الطريق .لا تخدع نفسك قائلاً : [ سأري كيف يسير الفكر وكيف ينتهي ] ـ ولو من باب حب الاستطلاع
..! لأنك تعرف تماماً أن هذا الفكر سيضرك . فلا داعي لتجربة تعرف نتيجتها ..
ولا تتهاون أيضاً قائلاً : [ أنا أستطيع أن أهزم الأفكار . ولكنني أناقشها لأظهر ضعفها] ..
فربما تغلبك الأفكار ، وهي التي تظهر ضعفك .
.
ثم لماذا تضيع طاقاتك في القتال ؟اشغل عقلك بشيء طاهر مقدس يقويك في الحياة الروحية ، ويزيد حرارتك، بدلآً من هذه الصراعات التي لا تفيدك شيئاً بل تضرك .12 ـ اعرف أيضاً أن الأفكار إذا استمرت ، قد تقود إلى أفكار أو شهواتفتكون أخطر لأنها تنتقل من الذهن إلى القلب ، ومن الفكر إلى العاطفة
اذكرونى فى صلواتكم