الابراج : عدد المساهمات : 1075 نقاط نشاط العضو : 7179 تاريخ التسجيل : 02/12/2008 العمر : 41 الموقع : https://basili.yoo7.com/forum.htm العمل/الترفيه : مدير المنتدى
موضوع: سفر يهودت الأحد مايو 03, 2009 10:07 pm
يصور السفر الجهاد المستمر للنفس فى العالم ، و تربص الشيطان المخيف المرعب لها ، هو و جنوده الكثير ، إنه رابض أمامها فى إنتظار اللحظة المناسبة للإنقضاض عليها و سحقها ( أر 5 : 6 ) و لكن النفس المجاهدة ، تتسلح بالصلاة و تلجأ إلى كل الوسائل المتاحة ، و النتيجة أن يهلك الشيطان بشره فى حين تنجو النفس ، و بعد أن انتظر الشيطان طويلا ً فاغرا ً فاه لإبتلاعها ، فإذا به هو يصبح فريسة و تنزعج قواته و يفروا مهزومين ( سحق أعداءنا فى هذه الليلة يهو 13 : 15 ) و من ثم يعظم الرب وحده و له يقدم كل التسبيح ، كما يظهر السفر عمل الله العجيب مع شعبه ، و الخلاص الذى أتمه.
صفات الله المذكورة فى السفر :
على العكس من سفر إستير ، فإن سفر يهوديت مغموس فى اسم الله ، و مرادفات ذلك الأسم المبارك و صفاته ، حيث يظهر الله فى السفر على النحو التالى :
1. الرب هو اسمك ( 9 : 8 )
2. سرمدى ( أنت صنعت أحداث الماضى و الحاضر و المستقبل 9 : 5 )
3. السيد المطلق ( ما قدرته كان و ما أردته كان فقال هاءنذا 9 : 5 ، 6 ، 16 : 14 )
4. نصير الضعفاء و المظلومين ( إله الرضعاء و مغيث الصغار ، نصير الضعفاء ، حامى المُهملين ، مخلص اليائسين 9 : 11 )
5. الخالق ( رب السموات و الأرض و خالق المياه و لك خليقتك كلها 9 : 12 ) ( خلق السموات و الأرض 16 : 2 )
6. قوى ( إله كل قدرة و كل قوة 9 : 14 ) ، ( إله كل قوة 13 : 4 ) ( عظيم أنت و ممجد عجيب فى القوة 16 : 13 ) ، ( لا يقوى عليك أحد 16 : 12 ) ، ليس من يقاوم صوتك 16 : 14 ) راجع أيضا ً ( 16 : 15 )
7. يدافع عن شعبه ( الرب الإله يمحق الحروب 16 : 2 ) ، ( المحطم الحروب 9 : 7 ) ( حامى اسرائيل ليس لنسل اسرائيل حام سواك 9 : 14 )
8. ديان ( ينتقم ... فى يوم الدينونة ( ....... ) يجعل النار و الدود فى لحومهم فيبكون ألما ً للأبد 16 : 17 )
9. معبود ( إياك تعبد الخليقة بأسرها 16 : 14 )
قيم إيمانية أخرى :
فى السفر تعليم عن الحياة الأبدية ، مثله فى ذلك مثل سفر طزبيا ، و يظهر هذا التأثير الاسخاطولوجى فى ( 16 : 17 ) حيث يشير السفر إلى المصير الأبدى الذى ينتظر الأشرار ، و هو نفس المصير الذى أشار إليه السيد المسيح فى العهد الجديد ، و من حيث النار التى لا تطفأ و الدود الذى لا يموت ، و الخلود فى العذاب ( راجع أيضا ً أش 66 : 24 ) .
و على الرغم من أن السفر يخلو من المعجزات فى صورتها التقليدية ، و إنما يركز على التعليم بأن الحكمة و الخير ينتج عنها الخلاص و البر ، بينما تتسبب الخطية فى الشر و الهلاك .
و تبرز فى السفر أيضا ً قيمة الشفاعة ، حين يطلب الشعب من الله أن ينقذهم ناظرا ً إلى وجوه قديسيه ( أنظر فى هذا اليوم إلى وجه المقدسين لك 6 : 19 ) و كذلك حين يطلب الشعب من يهوديت الصلاة لأجلهم بمن فيهم شيوخ الشعب قائلين لها ( و الآن فصلى لأجلنا فإنك إمرأة تقية 9 : 31 ) كما أن يهوديت و بصفة عامة قد عملت كشفيعة عن الشعب عموما ً لدى الله .
و أخيرا ً فهو سفر مسيانى السمة ، يركز بصورة خفية غير واضحة على تفوق إله إسرائيل على آلهة الأمم الأخرى و عمله الخلاصى مع شعبه على مر التاريخ ( راجع خطاب أحيور العمونى ص 5 ) و إحتجاج نبوخذ نصر على اعتبار إله إسرائيل إلها ً قويا ً ... ( ص 6 ) .