BASILI
BASILI
BASILI
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى القس باسيلي سمير
 
الرئيسيةاغصان الزيتونأحدث الصورالتسجيلدخول
عزيزي العضو الجديد يجب ان تقوم بفتح ايميلك بعد التسجيل في المنتدى لتفعيل اشتراكك
المنتدى ليس بعدد اعضائه بل بترابط اعضائه كاسرة واحدة

 

 مع العام الجديد و عيد الميلاد المجيد.. ماذا لو جاء المسيح إلى العالم؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
القس باسيلي
Admin
Admin
القس باسيلي


الابراج : الاسد
عدد المساهمات : 1075
نقاط نشاط العضو : 7168
تاريخ التسجيل : 02/12/2008
العمر : 41
الموقع : https://basili.yoo7.com/forum.htm
العمل/الترفيه : مدير المنتدى

مع العام الجديد و عيد الميلاد المجيد.. ماذا لو جاء المسيح إلى العالم؟ Empty
مُساهمةموضوع: مع العام الجديد و عيد الميلاد المجيد.. ماذا لو جاء المسيح إلى العالم؟   مع العام الجديد و عيد الميلاد المجيد.. ماذا لو جاء المسيح إلى العالم؟ Emptyالأربعاء يناير 06, 2010 4:30 pm

مع العام الجديد و عيد الميلاد المجيد.. ماذا لو جاء المسيح إلى العالم؟ Frmarkousaziz


لو
أن السيد المسيح أتى إلى العالم اليوم ثانية أو فتش له عن موضع فماذا يجد
؟ .إن أول ما يصطدم به هو انه لا يجد له موضعا في العالم . فالعالم اليوم
يغلى كالبركان بسبب ما يسوده من روح الحقد والضغينة والأطماع الجشعة .
القوى يتمنى أن يفترس الضعيف لعله بذلك يزداد قوة ، والغني يتمني أن يقف
علي أشلاء الفقير لعله بذلك يزداد ثروة . لقد انتفت المحبة من القلوب فطغى
تيار الشر وجرف كل العالم " ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين " ( مت 24:
12 ) . الأمم الكبيرة تحاول أن تبتلع الصغيرة أو توسع رقعتها على حساب
غيرها واذا جلست الأمم معا لكي تتشاور في أنجح الطرق لتجنب الحروب وإيجاد
السلام في العالم أسقطت من حسابها المسيح رئيس السلام ومنشئه ومكملة ،
وأسقطت من حسابها مبادئه . ولذا فلم يعد للمسيح موضعا في العالم . والذكاء
البشري الذي أودعه الله في الإنسان بقصد تعمير العالم وإسعاده حوله العالم
إلي التدمير والشقاء . وتناسي أن الحكمة الخليقة بهذا الاسم السامي هي
التي تبني لا التي تهدم . تناسي أن الحكمة الحقيقية هي التي تسعي وراء
الخير لا وراء الشر ، هي التي تسعي لإسعاد البشرية لا إلي شقائها

هل يجد السيدالمسيح مكانا له في قلبك؟
إذا
ما ضيق السيد المسيح الحلقة و أراد أن يدخل بيوتنا فهل يجد له فيها موضعاً
ما هو حال بيوتنا اليوم نحن الذين دعي علينا اسم المسيح ؟ هل هو المتربع
فيها والسائد عليها والمتصرف فيها ؟ هل له مذبح في كل بيت يجتمع حوله كل
أفراد الأسرة كل يوم في عبادة عائلية متحدة ؟ هل يدري رب الأسرة أنه مسئول
عن كل نفس في البيت ليس فقط من جهة إعالتهم وتدبير أمورهم وتثقيف عقول
الأولاد بل أيضا من جهة ما هو أسمي ، من جهة حياتهم الروحية وخلاص نفوسهم
وقداسة حياتهم ؟ هل تدرك الأم أنها مسئولة ليس فقط عن تهيئة طعام الجسد بل
أيضا عن تقديم غذا الروح؟ إذا رسب الولد في امتحان نهاية السنة الدراسية
تألم الأب وحزنت الأم وسادت الكآبة جو البيت . أما إذا سقط في الخطية فقد
لا يبدي الوالد أو الأم أي اهتمام كأن شيئا لم يحدث . إذا اعتل جسم الوالد
استدعي الطبيب إذا لم تفلح الإسعافات الأولية، وإذا اشتد المرض اضطرب
الجميع وسادهم القلق . أما إذا اعتلت الحياة الأخلاقية أو الروحية فقد لا
يجد ذلك أي اهتمام من الأب أو الأم . ونحن اليوم نجني ثمار أيدينا ونحصد
ما زرعنا . لقد أصبحنا نسمع عن الفواجع الأخلاقية المدمرة للكثير من
العائلات ، ولو أن السيد المسيح كان له موضع في كل بيت وكانت بيوتنا بيوت
الصلاة ، لأصبحت بيوت الطهارة وبيوت البركة . إذا ما ضيق المسيح الحلقة
وأراد أن يبحث له عن موضع في قلوبنا كأفراد فماذا يجد ؟ انه يريد بل يسره
أن يتخذ من كل قلب عرشا وهيكلا " أم لستم تعملون أن جسدكم هيكل للروح القدس الذي فيكم . فهل هذا حق بالنسبة إلي وبالنسبة إليك .

و ماذا كانت النتيجة ؟

ما
أكثر الذين أوصدوا قلوبهم في وجه المسيح وفتحوها للشيطان . فكانت النتيجة
أنهم أوصدوها في وجه القداسة وفتحوها للنجاسة . أوصدوها في وجه السعادة
وفتحوها للتعاسة والشقاء . ماذا يكون شعورك لو أنك ذهبت إلي بيت صديقك ولم
يفتح لك الباب ؟ وماذا يكون شعورك لو انك ذهبت إلي بيتك الذي بنيته أنت
فلم يقبلك من يسكن فيه وأنكر عليك كل حق في تملكه .أتعرف انه واقف علي
الباب يبغي الدخول " هاأنذا واقف علي الباب و أقرع إن سمع أحد صوتي وفتح
الباب أدخل إليه و أتعشي معه وهو معي .. صوت حبيبي قارعاً . افتحي لي يا
حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لأن رأسي من الطل وقصصي من ندى الليل.

و
هل سيكون السيد المسيح فرحا بعيد مولده هذا العام ام انه سيظل حزينا كما
حدث في اعوام سابقه . و هل سيكون حاضرا في يوم عيده ام معتكفا و غير راض
عما يحدث في كنيسته ؟ان ما يحدث حولنا لا يبشر بالخير الا اذا تحركت
القلوب و اتجهت الي الله في محاوله للتقرب اليه بلا رياء . ان ما يحدث هذه
الأيام يذكرني بما حدث في احد الأعوام ففي مساء ليلة العيد دقت الأجراس داعية
الناس للاحتفال بعيد المولود العجيب، وقد لبست الكنيسة أبهى حللها فمدت
الأبسطة الفخمة في صحنها الواسع ، وتألقت الأنوار الجميلة في ثرياتها
الغالبية ، وأقبل المصلون في أبهى ثيابهم يسيرون الهوينا حتى لا تتغبر
أحذيتهم الجديدة البراقة.. و أنتشر خدم الكنيسة في فنائها وعلي أبوابها
يرفعون أيديهم بالتحية عند مقدم أحد المصلين ممن تبدو علية الوجاهة
والكبرياء ، أو يلوحون بعصيهم في وجه من تحدثه نفسه من صبية الشارع أن
يقترب من المكان . ووقف علي الأبواب عدد من جنود البوليس بعصيهم المعهودة .

ثم
أقبل إلى الكنيسة شيخ مسن عارى القدمين يغطى جسده ثوب واحد رغم برودة الجو
في تلك الليلة ، وكان ثوبه عباءة مهلهلة تخرقت بعض أجزائها لطول عهدها . و
ما كاد الشيخ يقترب من الباب حتى انبرى له أحدهم في فظاطة قائلاً : (إلى
أين؟) ولمعت عيناى جندي البوليس و اهتزت العصا في يده و كأنه عثر علي (
عمل ) بعد انتظار ممل .. فأجاب الشيخ بوداعة ( إلى الكنيسة يا بنى ) وكأن
هدوء الشيخ قد خفف من ثورة الخادم ، وامتدت يده تدفعه في رفق الى الخارج
فأطرق الشيخ ثم نظر إلى الخادم نظرة ملؤها التواضع والحسرة والتساؤل .

وكنت
داخلاً فشاهدت ما كان ، فقلت للخادم : دعه ، لماذا تمنعه ؟ فأجابني الخادم
: الليلة ليلة عيد ، و سيأتي زوار أجانب وقناصل بعض الدول وممنوع دخول رجل
كهذا . وقامت بيني وبين الخادم مناقشة بدأت هادئة . ثم اشتدت بعض الشيء .
وتصادف دخول أحد الكهنة فاشترك في المناقشة التي انتهت بالسماح للشيخ
بالدخول ، فرفع يده الى رأسه باتضاع شاكرا لنا علي توسطنا له للدخول .

توافدت
جموع المصلين علي الكنيسة حتى ضاقت بهم علي سعتها ، واتخذ الشيخ مكانه في
آخر الكنيسة وجلس في أتضاع وهدوء ، وابتدأت الصلاة ، وكان كبار المصلين
يفدون في ساعة متأخرة ، وقد تفضل بعض الأعيان وكبار الرجال وبعض الأجانب
وغيرهم فحضروا جزءاً من الصلاة ووضعت لهم مقاعد أمامية قريبة من الهيكل .
ثم وقف الأسقف يحوطه المجد والوقار و ألقى عظة بليغة مؤثرة عن الإله
العجيب الذى دفعته المحبة والاتضاع إلي التأنس لخلاصنا وكيف قابلته
البشرية بقلوب حجرية ، لم تفسح له مكانا حتى اضطر ان يولد في مذود حقير في
حظيرة للبهائم في أقسى ليالى الشتاء ، وكيف أن الناس في معاملاتهم وفي
علاقاتهم واختيارهم للصديق والزوجة والقائد والراعي الخ.. يصرفون وجوههم
عن الفقير ولو كان عظيم النفس ، ويرحبون بالغنى ولو كانت له نفس خاوية من
كل خير . ثم اختتم الأسقف عظته البليغة بقوله ترى لو أن رب المجد جاء الان
في وسطنا . هل يجد من يقبله في بيته أم يجد أبواب قلوبنا موصدة في وجهة ؟

انتهت
العظة و بدأ القداس ، وبعد قليل صاح الشماس بالنداء المعهود : قبلوا بعضكم
بعضا بقبلة مقدسة ، وهنا لاحت منى التفاتة نحو العجوز الواقف في نهاية
الكنيسة فلم أجد من يقبله بالقبلة المعروفة ، إذ قد وقف بجواره شاب أنيق
ممن لا يعرفون الكنيسة إلا في المواسم و الأعياد ، وقد انكمش تاركا فراغاً
بينه وبين الشيخ ، وهو يتطلع في شئ من الاشمئزاز لئلا تمس عباءته الممزقة
ثوبه الأنيق ، و كأن الفقر سيقفز رغم ما بينهما من مسافة فيلوث حلته .

انتهت
الصلاة وخرج الجميع كل يسلم علي صاحبه ويطلب له أطيب تمنيات العيد ، إلا
الشيخ فقد كان غريبا عن الجميع ولم يكن من يسلم عليه . وبرغم مجاورة الشيخ
للباب لم يخرج بل انتظر حتى يخرج الناس ولعله تجنب الخروج لئلا يزاحمهم
فيتضايقون من ملامسته لهم ويعكر عليهم فرحهم .

وكم تأثرت حينما وجدت وجوه الجميع تطفح بالبهجة والحبور بينما كانت الدموع تنحدر علي خدى شيخنا الفقير ودعتني الشفقة أو لعله الفضول الى
الانتظار حتى يخرج الجميع فاعلم ماذا يبكى الشيخ في ليلة عيد . خرج الجميع
أو كادوا ، وبقيت أنا والشيخ في النهاية عند الباب . فانتظرني حتى أتقدمه
، ولكنني قلت له : بل تفضل أنت يا أبى . رفع الشيخ رأسه إلى في امتنان
ووداعة ، ولا زالت الدموع تبلل خده ، وقال وهو يخرج : شكراً لك يا بنى .
قلت وماذا يبكيك ؟ أجاب :إني غريب يا بنى عن هذه الديار. قلت : ولكن
الليلة ليلة عيد وبهجة . قال : لا أجد من يضع يده في يدي ويحييني تحية
الميلاد . مددت يدي إلى جيبي و أخرجت نقودا أردت أن أضعها في يده . ولكنه
نظر الى في وداعة وقال : شكراً انا لست بحاجة إلى نقود ، فأنا غريب وفي
حاجة الى مأوى . فأحسست بأنني مقدم علي تضحية عظيمة ، وقلت في شئ من
التردد تستطيع أن تنام في حديقة دارى الى الصباح ، فتنهد الشيخ و أجابني :
ألا ليتك تقبلني يا بني فانى غريب. فقلت نعم أنا مستعد أن تنام في بيتي
الى الصباح . فعاد الشيخ تنهده وقال : اشكرك لأنك تقبلني فاني غريب . نظرت
الى الشيخ متعجباً متسائلاً فاستلفت نظرى ظهره المنحنى وكأنه يحمل على
كتفيه ثقل الأجيال ، فسألته ، وكم لك على الأرض من سنين ؟ فأجابني الشيخ :
لقد ولدت منذ اكثر من 2000 عاماً علي هذه الأرض فلم أجد من يأوينى ساعة
مولدي ، وظللت هذه القرون غريباً أبحث عن مأوى في القلوب ، فكنت أطوف
بالألوف العديدة حتى أجد واحدا يقبلني ، واليوم أتيت إلى بيتي إلى أولادي
والى خاصتي ، أتيت إلى من يحتفلون بمولدي ويتحدثون عن تواضعي وعن قساوة
قلوب سكان بيت لحم الذين لم يسمحوا لي الا بحظيرة البهائم ، ولكن الحق
الحق أقول لك أن البهائم قد سمحت بمبيتي في مذودها في بيت لحم ، أما بين
شعبي وفي كنيستي ، أما حيث الفقر يمتدح بالقول ويزدرى بالفعل . أما حيث لا
يحب الإنسان ويحترم الإنسان ويحترم لشخصه ، بل للباسه وثروته و أما حيث
يسجدون ويعبدونني في الظاهر ويرذلونني ويطردونني في الواقع فإني غريب
عنكم ، وغريب عن أعيادكم التي تحتفلون بها لمجرد العادة ، وليس بالروح
والحق . نظرت الى الواقف أمامي وإذ به يمضي ويختفي ، ولا زال صوته يرن في
أذني قائلاً : ألا ليتك تقبلني يا بني فاني غريب ...

انهمرت
الدموع من عيني غزيرة . وخررت أمام عتبة الكنيسة متضرعا طالبا الصفح ممن
ظللت أعبده في رياء مكتفيا في الاحتفال بعيده بالملابس و المأكولات وأنا
أنكره بخضوعي لتقاليد العالم ومستوياته الخاطئة التي تجعل من الناس مراتب
بحسب ما يملكون من ذهب وفضة ، و لأول مرة احتفلت بالعيد لا لمجرد الاحتفال
بل تمجيدا للمولود السماوي وتقديسا لكل ما في حوادث مولده من عبر ومبادئ
عالية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://basili.yoo7.com
 
مع العام الجديد و عيد الميلاد المجيد.. ماذا لو جاء المسيح إلى العالم؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
BASILI :: منتدى المقالات-
انتقل الى: